- ا
بن طفيل الطبيب الفيلسوف
أبو بكر محمد بن عبد الملك بن
محمد بن محمد بن طفيل القيسي
الأندلسي وهو فيلسوف و عالم
و طبيب
عربي
مسلم
و رجل دولة وهو من أعظم
المفكرين العرب
الذين خلفوا الأثار الخالدة في
عدة ميادين منها:
الفلسفة و الأدب
و الرياضيات
و الفلك
و الطب
وقد كان من وزراء الموحدين في
وقت عظمتهم .
وتختلف الروايات حول تاريخ مولده، فالزركلي يثبت أنها (494هـ/1100م)، بينما
قال عمر كحالة أنه وُلِدَ عام (506 هـ/ 1110م
ولد بمدينة وادي آش
قرب غرناطة.
درس الفلسفة والطب في غرناطة.
أعظم فلاسفة الأندلس ورياضيها وأطبائها.
تولى منصب الوزارة ومنصب
الطبيب الخاص للسلطان أبي يعقوب يوسف أمير الموحدين, وكانت له حظوة عظيمة عنده.
كان معاصرا لابن رشد وصديقا له. لم يصل إلينا من كتبه سوى
قصة حي بن يقظان
أو (أسرار الحكمة الإشراقية)
وقد ترجم إلى عدة لغات أجنبية وهي قصة تشتمل على فلسفة ابن طفيل وقد ضمنها آراءه
ونظرياته, وتدور القصة حول "حي بن يقظان" الذي نشأ في جزيرة من جزر
الهند تحت خط الاستواء, منعزلا عن الناس, في حضن
ظبية قامت على تربيته وتأمين الغذاء له من لبنها وما زال معها, وقد تدرج في المشي
وأخذ يحكي أصوات الظباء ويقلد أصوات الطيور ويهتدي إلى مثل أفعال الحيوانات بتقليد
غرائزها, ويقايس بينها وبينه حتى كبر وترعرع واستطاع بالملاحظة والفكر والتأمل أن
يحصل على غرائزه الإنسانية وأن يكشف مذهبا فلسفيا يوضح به سائر حقائق الطبيعة. [1])
ولكنه رحل إلى غرناطة مبكرًا، وهناك كان النبوغ
والظهور، ففيها تعلَّم الطب وعمل بالكتابة، وكان يكتب لرؤساء غرناطة؛ فكان من خواص
الريس أبي جعفر، وأبي الحسن بن ملحان، ومع نبوغه وسطوع نجمه عمل كاتبًا لوالي غرناطة،
بل وتولَّى الحجابة (كبير الوزراء) في بلاط غرناطة.
ومع ازدياد صيت ابن الطفيل، استدعاه خليفة دولة
الموحدين أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ليكون وزيره وطبيبه الخاص؛ إذ كان أبو يعقوب
ممن شُغِفُوا بالعلم والفلسفة، وأمر بجمع كتب الفلسفة من أنحاء الأرض فجُمعت له حتى
ساوت المكتبة الأموية في عهد الخليفة الأموي الحكم المستنصر بالله بالأندلس قبل هذا
العهد بحوالي مائتي سنة.
وفي المغرب بلغ ابن الطفيل المكانة العظمى عند
الخليفة حتى قال المراكشي: "وكان أمير المؤمنين أبو يعقوب شديد الشغف به والحب
له، بلغني أنه كان يقيم في القصر عنده أيامًا ليلاً ونهارًا".
ولابن الطفيل يعود الفضل في الشهرة الواسعة
للفيلسوف ابن رشد، فهو الذي استقدمه إلى المغرب وقَدَّمَه إلى الخليفة أبي يوسف الموحدي،
فحظي عنده، وبذا صار واحدًا من أعلام التاريخ الإنساني كله.
تميَّز ابن الطفيل بالموسوعية التي شملت كثيرًا
من أوجه العلم، فقد "كان عالمًا، صدرًا، حكيمًا، فيلسوفًا، عارفًا بالمقالات والآراء،
كلفًا بالحكمة المشرقية، محققًا، متصوِّفًا، طبيبًا ماهرًا، فقيهًا بارع الأدب، ناظمًا،
ناثرًا، مشاركًا في جملة من الفنون".
مؤلفات ابن الطفيل:
كان لموسوعية ابن الطفيل بصمة خاصة على مؤلفاته،
فاستطاع بموهبته في الشعر أن يصوغ خبرته الطبية في قصيدة بلغت أكثر من (سبعة آلاف وسبعمائة)
بيت، وهي ما زالت مخطوطة وموجودة في مكتبة القرويين بفاس برقم (3158).
وإذا كان قد جمع الطب بالشعر في قصيدة، فسنراه
كذلك يصوغ الطب وتتبدَّى خبرته في جانب التشريح عبر مؤلفه الأشهر في الفلسفة (رسالة
حي بن يقظان)، فإنه شرح "على لسان بطل قصته الشهيرة حي بن يقظان تشريح الغزالة،
وبَيَّنَ وصف الأعضاء التي شاهدها من الجلد حتى القلب".
وغير هذا له رسالتان في الطب، كما له مع ابن
رشد -الفيلسوف والطبيب المشهور- مباحثات في رسم الدواء جمعها ابن رشد في كتاب.
ويُثبت له المترجمون تآليف متنوعة في الطبيعيات
والإلهيات والفلسفة والطب والفلك، حتى إن له نظرية في الفلك خالف فيها بطليموس، قال
بشأنها تلميذه أبو إسحاق البتروجي وهو الفلكي الشهير: "ولا عجب فإن علمه غني عن
الإطناب". ومن مؤلفاته (أسرار الحكمة المشرقية)، و(النفس).
ومن المؤسف أنه لم يصل إلينا شيء من ثروته العلمية
هذه إلاَّ رسالته (حي بن يقظان)، والمخطوطة التي تحتوي القصيدة الطبية الموجودة بمكتبة
القرويين.
وممَّا يلفت النظر ويثبت رسوخ قدم ابن الطفيل
في علم الطب أن مؤرخ الأندلس المقري صاحب (نفح الطيب) حين أثبت فخر الأندلس بمن فيها
من العلماء ذكر ابن الطفيل في مجال الطب، وإن أشار إلى علوِّه في الفلسفة فقال:
"وهل لكم في الطب مثل ابن طفيل صاحب رسالة حي بن يقظان المقدم في علم الفلسفة؟".
ومن غير العجيب أن يُعَبِّر ابن الطفيل عن الصفة
المميزة التي طَبَعَتْ بها الحضارةُ الإسلامية نفوس أبنائها، حيث لا تضادَّ بين العلم
والدين، بل العلم نفسه نعمة من الله، وطلبه واجب على العبد، وبذله عبادة وقربة، وحيث
الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحقُّ الناس بها.
يذكر المراكشي عنه أنه "صرف عنايته في
آخر عمره إلى العلم الإلهي، ونبذ ما سواه، وكان حريصًا على الجمع بين الحكمة والشريعة؛
مُعَظِّمًا لأمر النبوات ظاهرًا وباطنًا، هذا مع اتساع في العلوم الإسلامية، وبلغني
أنه كان يأخذ الجامكية مع عدة أصناف من الخَدمة؛ من الأطباء، والمهندسين، والكتاب،
والشعراء، والرماة، والأجناد، إلى غير هؤلاء من الطوائف، وكان يقول: لو نَفَق عليهم
علمُ الموسيقى لأنفقتُه عندهم".
فرحم الله ابن الطفيل وهيأ مَن يُخْرِج لنا
كنوزه من بين المخطوطات الكثيرة التي ما زالت مجهولة ومدفونة في أنحاء الأرض
الإسلامية الواسعة التي حكمها الإسلام يومًا. [2]
كان شاعرا ومن شعره الأرجوزة في الأمراض
وعلاجها والقصيدة التي يحرض بها المسلمين على الجهاد في الحملة التي أعدها أبو
يعقوب يوسف بن عبد المؤمن أمير الموحدين لنجدة المسلمين في الأندلس وفيها يقول:
أقيموا صدور الخيل نحو المغارب لغزو
الأعادي واقتناء الرغائب
وأذكوا المذاكي العاديات على العدا فقد
عرضت للحرب جرد السلاهب
فلا تقتنى الآمال إلا مـن القنا ولا تكتب
العليا بغير الكتائب
ومنها:
ألا فابعثوها همـة عربية تحف بأطراف القنا
والقواضب
وقوموا لنصر الدين قومة ثائر وفيئوا إلى
التحقيق فيئة راغب
دعوناكم نبغي خلاص جميعكم دعاء بريئا من
جميع الشوائب
بكم نصر الإسلام بدءا, فنصره عليكم, وهذا
عوده جد واجب
فقوموا بما قامت أوائلكم به ولا تغفلوا
إحياء تلك المواهب
وله في الغزل الصوفي قوله:
ألمت وقد نام المشيح وهوما وأسرت إلى وادي
العقيق من الحمى
وجرت على ترب المحصب ذيلها فما زال ذاك
الترب نهبا مقسما
ولما رأت أن لا ظلام يجنها وأن سراها فيـه
لن يتكتما
نضت عذبات الريط عن حر وجهها فأبدت محيا
يدهش المتوسما
فكان تجليها حجاب جمالها كشمس الضحى يعضى
بها الطرف كلما
ولما التقينا بعد طول تهاجر وقد كاد حبل
الود أن يتصرما
جلت عـن ثناياها وأومض بارق فلم أدر من شق
الدجنة منهما
وقالت, وقد رق الحديث وأبصرت قرائن أحوال
أذعن المكتما
نشدتك لا يذهب بك الشوق مذهبا يهون صعبا أو
يرخص مأثما
فأمسكت لا مستغنيا عن نوالها ولكن رأيت
الصبر أوفى وأكتما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق